التنافس

إعداد: فادي السلفيتي مسئول برامج تدريب بمعهد كنعان التربوي النمائي

عندما نسمع كلمة تنافس هناك الكثير من الهواجس تدور لكن دون ان تجد مرسى واضح ما هو التنافس وماذا يقصد به..
التنافس في التربية التقليدية:
يعتبر حسب منظري التربية التقليدية من القوائم الهامة في تربية الطفل والمجتمع فمن وجهة نظرهم التنافس يؤدي بالضرورة إلى التحسن ، فمثلاً الطفل الذي ينافس طفلا آخر ويفوز عليه ففوزه يشكل حافزاً ودافعاً للطفل المهزوم للتحسن، وتشكل تثبيت أو تحفيز للطفل الفائز بالتقدم، ببساطة فهم يحللون ويقررون من منطلق البقاء للأفضل وأنه يجب وبشكل ضروري أن يكون هناك غالب ومغلوب فهي سنة الحياة التي تعودنا عليها فالفائز هو الأفضل ويجب أن نكافئه والمغلوب هو السيئ ولا يجب أن نكافئه.
اغلب الألعاب الرياضية على سبيل المثال مبنية على التنافس، مَن الأفضل؟ مَن الأقوى؟ يجب أن يكون هناك قوي ويفوز دوماً.
مبررات التنافس في التربية التقليدية:
هناك عدة مبررات يتبناها بالعادة المتبعين للأساليب التقليدية في التربية نذكر منها:
1- الأطفال يكونوا مسرورين عندما يفوزوا على الفريق الأخر.
علينا ان ننتبه هنا ان ما يتبلور ويركز عليه التقليديين هي النظرة السطحية للموقف ،لنكن واقعيين ونحلل ما يجري ، ففرحة انتصار أي فريق تطغى على الجو في المكان وتغطي على حزن الهزيمة للفريق الآخر.. فمعروف دوما ان الشخص الفرح بفوزه يبرز فرحة ويكون ملاحظ من الجميع بينما الشخص الحزين المهزوم يحاول ان يغطي حزنه وانكساره بداخله مما يجعل المشاهد لا يشعر به.
2- الأطفال يطلبون العاب التنافس بأنفسهم.
نجد هنا في الغالب أن الذي يطالب بها فئة متمكنة قد تكون فائزة في أغلب الأحيان أو غير متضررة أو قوية، او بعض الأطفال الذين يودوا ان يعيدوا لأنفسهم الثقة من خلال ان يفوزوا ،وكتحدي للآخرين حتى لا يستمر الشعور بأنهم ضعفاء أمام زملائهم .
3- ” الروح الرياضية” التي يجب أن يتحلى بها الجميع.
هذه الروح لا تأتي بالفطرة او لوحدها بل هي نتيجة أسلوب تربوي مستمر.
4- الألعاب الرياضية المعروفة جميعها مبنية على التنافس.
هذه الألعاب لها قوانينها التي تحكمها ، لكن اعتقد إن هذا التنافس في الألعاب الرياضية إذا اتفقنا أنه يجب أن يتحلى بالروح الرياضية والتنافس الشريف عليه أن يسبقه عملية تربوية هادفة ممنهجه مبنية على احترام الرأي والرأي الآخر وحرية التعبير والعمل الجماعي…الخ، حتى يتفهم ويقبل عقل الشخص المغلوب الهزيمة ويتقبلها بموضوعية ويفكر في أسبابها والعمل على النجاح مستقبلا ،لا أن يتراجع ويحبط. (وهذا لا يطبق في الأساليب التربوية التقليدية، فهذا يحتاج لمخطط تربوي علمي يطبق بشكل جاد).
مع العلم بأنه من الممكن ان تحول أهداف الألعاب الرياضية من التنافس إلى التكافل والتضامن.
5- التنافس الشريف والتنافس البناء.
يجب ان ننتبه لامر هام هنا ان المبرر في ترسيخ التنافس هي بكلمات مزينة ، وإذا تعمقوا أكثر سيقولون – التنافس التعاوني!! وهذا يتعارض مع المعنى الأساسي للتنافس . فإذا أمعنا النظر نجد أن مفهوم التنافس مشوه قليلاً ..لأنه بكل أشكاله بغيضاً أو شريفاً فهو يشكل استمرارية للأنانية والبغيضة والتمييز وإن كانت بشكل غير مرئي أو أقل إذا أقرينا التنافس الشريف.
يرى بعض المختصين في التربية:
“لابد أن نجنب الأطفال التنافس البغيض والمعايرة الكاذبة والصلف المزيف، فالتنافس يعتمد على وأد قدرات الآخرين وتحقيق المكاسب الفردية دون النظر إلى الزملاء، فالطفل يحتاج إلى أن يتعلم فن التسامح من خلال التعامل الموضوعي، ذلك الذي يدفعه إلى الاعتراف بقدرات الآخرين والتبادل وإعطاء كل ذي حق حقه، ذلك هو التسامح المطلوب الذي يجعل صاحبه يرتقي دائماً من الأنانية البغيضة إلى العطاء السامي الذي يجعله ينظر إلى الآخر بمودة وألفة واحترام.”
هنا يؤكد على الفكرة السابقة بضرورة وجود العملية التربوية الهادفة وإن ركز هنا على مبدأ واحد فقط وهو النتائج”.
” فالتسامح ليس مجرد عاطفة لدفع أصحابها إلى الانسحاب كما يظن البعض، ولكن التسامح يمثل طاقة منتجة تدفع صاحبها إلى العمل والإنتاج.” ” و يدعم التعاون ويغرس الفضيلة الودودة، ومن هنا يكون دافعاً للعمل والإنجاز ومشجعاً للإرادة ومعترفاً بقدرات الآخرين.”
يقول أحد التربويين:” أن تجربة التسامح السامية لا تعرف الأنانية أو إضاعة الوقت أو إخضاع الغير، أو الرغبة في الامتلاك، فكل هذه المظاهر لابد أن يتجنبها الطفل في تنشئته، لأنها تعبر عن المرض النفسي الذي لا يرمز إلى المودة أو يؤدي إلى إيجابية العلاقات الإنسانية.”
“و إذا كنا نسعى نحو تدعيم فن التسامح في معاملات الطفل للآخرين فإن هذا السعي المستمر يهدف إلى تدعيم السلوك الطيب المشبع بالقيم، وهذا السعي يعتمد على مجموعة من المحاور ينبغي على كل أب وكل أم الاهتمام بتغذيتها لدى أطفالهم.”
فالمجتمع الذي نريد لا يمكن أن تسوده هذه القيم مع وجود التنافس بأشكاله المختلفة والمتعارف عليها.
• التنافس في التربية النمائية:
فالنظرة إليه هنا انه معول هدم في المجتمع حيث ان تأثيراته سلبية على المدى القصير والطويل من الناحية النفسية و القيميه ،فمن الجانب النفسي يولد الشعور بالانكسار وزعزعة الثقة بالنفس، والتراجع والانطواء، والأنانية.. إلى الاضطرابات السلوكية.. الخ.
ومن الناحية القيمية يولد الكره، والحقد، والبغض ويعزز التمييز والعنف، والاستهزاء من الآخرين..الخ
قصة مأخوذة من الواقع الاجتماعي:
حيث كان هناك طفل صغير يبلغ من العمر 10 سنوات يحب كرة القدم كثيراً على عكس والده الذي كان لا يحب هذه اللعبة ، رغم ذلك فقد كان الأب يصطحب ولده إلى النادي بعد فشلة في إقناع طفلة آن يقوم بشيء آخر، ويشاهد الأب بحزن طفله من بعيد وهو يركض ويلعب الكرة مع أقرانه..
وفي يوم من الأيام اكتشف الطفل كرة صغيرة في أغراض أبيه ووجد بعض الميداليات التي كان أبيه قد فاز بها منذ زمن، فتفاجأ الابن من الموقف المتناقض ، فسأل أبيه مستغرباً كيف لا تحب كرة القدم وفي نفس الوقت لديك كل هذه الجوائز..؟!!
طأطأ الأب رأسه وعلى ملامحه يبدو الحزن ، قال لطفله بنبرة حزينة: كنت ألعب في فريق المدرسة، كنت لاعباً مميزاً ،وفي إحدى المباريات أحرز الفريق الخصم هدفاً ، ففرح أعضاء الفريق الفائز وجمهوره و نسي الجميع ذاك الإنسان الواقف بجانب المرمى، الذي تمنى بشدة لو أن الأرض قد انشقت وابتلعته.. ذلك الإنسان كان مُدمرا ومحطماً ، ذلك الإنسان كان أنا.. ومنذ ذلك الوقت توقفت عن اللعب وكرهت ألعاب التنافس.
من الممكن أن تكون هذه الحالة فردية لشخص عندما هزم تأثر كثيراً وأصبح منعزلاً وبالتالي انعكس ذلك على حياته ومفاهيمه بشكل عام، لكن إذا نظرنا بشكل شمولي سنجد أن هناك أفراداً بالفعل قد يتأثرون إلا أننا لا نلاحظ ذلك، وإذا واقعيا أمعنا النظر سنلاحظ.
فإن كان فوز الطفل نصرا له.. فلا ننسى أنه هزيمة وانكسار للأطفال الآخرين…، وإذا كان الفرد هو أساس المجتمع ولبنته الأولى مهزوماً في بعض الأحيان فقد يبقى مهزوماً كل الأحيان، وإن لم تكن هذه السمة سائدة فلا شك أنها قد تؤثر نوعاً ما وبشكل من الأشكال في بعض الأفراد وبالتالي في المجتمع بشكل عام.
أما من وجه نظر أخرى مسلطة على الاستراتيجية في التعليم الرسمي الذي يتبنى الأساليب التقليدية يقول أحد التربويين: “أن الغالبية العظمى من الامتحانات تقيس المستويات المعرفية البسيطة مثل التذكر والفهم، وتتجاهل المستويات العليا للتفكير كالتحليل و التركيب والتمييز والتقويم، والامتحانات التي تقيس نتائج التعلم بالكم وليس الكيف بوصفها الحالي لها انعكاسات سلبية على العملية التعليمية بأكملها، لأنها ترفع روح التنافس وتشجع الطلاب على الغش بدلاً من روح التعاون والبحث، نظراً لاعتمادها على الكتاب المقرر فقط، وتؤثر سلباً على المعلم أيضاَ لأنه يهمل قياس المهارات الأخرى للطالب وتنميتها.. مثل: الملاحظة وسرعة البديهة”.
انشطة المسابقات والتنافس •
مواقف وردود:
في ورش العمل الخاصة بالأنشطة التربوية للأطفال أو الشباب عند طرح سؤال: ما هي الأنشطة التي تودون تنفيذها مع الفئات المستهدفة في عملكم..؟
يجيب المتدربون: مسابقات بين الأطفال.
و عند السؤال: لماذا المسابقات؟ وما فائدتها..؟
يجيبون:”أن الأطفال يحبون ويستمتعون بالمسابقات والجوائز”..
حسناً إنهم يحبون الجوائز ويحبون المسابقات لكن :
­ هل هم يطلبونها بأنفسهم..؟ ­
هل يخرج كل الأطفال ونؤكد (كل الأطفال) راضين أو مسرورين..؟
­ هل الأطفال بعد انتهاء المسابقة كل منهم يكن الاحترام الكامل والمودة للآخر..؟ ­
ما مدى الاستفادة، وما هي الأهداف التربوية من هذه المسابقات ؟
لنحاول أن نجيب على هذه التساؤلات معاً..
– إذا قلنا “يطلبون المسابقات بأنفسهم”
قد بكون في بعض الأحيان إذا مورست معهم وفاز بها بعضهم أو شعروا بإثارة أو تتبعا لأصدقائهم الذين يطلبونها.
– هل يخرج كل الأطفال راضين..؟!
من الصعوبة بمكان أن يخرج جميع الأطفال راضين بنفس المستوى في الأنشطة التعاونية فما بالكم في مسابقات تنافسية بها فرد أو فريق مهزوم.
وأما عن الشعور بالاحترام فمن الصعب أن يكن أحد الأطفال الاحترام لطفل آخر أشعره بأنه فاشل أو أنه أحسن منه، أما الاستفادة للأطفال فتتوقف على الأفراد المميزين والموهوبين والمتمكنين ،في حين أن باقي الأطفال لن يكون لهم دور سوى تأكيد أنهم ضعفاء أو غير جديرين بالفوز على أطفال أفضل منهم وبالتالي فائدتهم تتقيد فقط في أشياء محدودة..
ولكن يقول قائل !! ” إن الأطفال جميعاً يستفيدون.. نعم فالطفل المهزوم يستفيد بأن عليه الاجتهاد أكثر لكي يفوز بالمرة القادمة والفائز تتعزز لديه المهارة..”
حسناً إذا أردنا القول أن الأطفال المهزومين يستفيدوا فذلك في حالات فردية ونادرة ومن خلال التجربة والخبرة العملية نجد : إذا كان هناك مثلا فريق من 5 أطفال و هزم، قد نجد طفل أو اثنين يتفهمون ذلك وقد لا نجد،أما الباقي فذهبت إن جاز التعبير نفسيتهم أدراج الرياح وأصبح لديهم خبرة سلبية .
والحل في هذه الحالة لكي يجتهد جميعهم حل من اثنين:
الأول: أن يتم تدريب المنشطين المرافقين للأطفال على تنظيم ورش مساندة نفسية للأطفال المهزومين، ليطببوا جراح ما أحدثه التنافس على الصعيد النفسي، وان يرافقوهم بشكل دائم حتى تعود الصحة النفسية للجميع.
وهذا مكلف من ناحية الجهد والوقت والمادة،ويساهم في هدم تكاتف مجموعات الأطفال وتفرقتها في حين نحن في اشد الحاجة إلى مجموعات متضامنة متعاونة تشكل لبنات بناء مجتمع فاعل.
الثاني: إعداد منشطين ليعملوا على تنظيم أنشطة تعاونية تنمي الثقة بالنفس وحب الآخرين واحترامهم والتعاون والتضامن والتكافل، وبالتالي أثرها النفسي ايجابي يساهم في بناء مجموعات متكاملة متضامنة متعاونة في اقل وقت وجهد ومال نبني مجتمع فاعل قادر على الصمود والاستمرار في كل الظروف.
إذاً.. أعتقد أنه يجب علينا أن نقرر إما أن:
– ندرب منشطين لكي يساندوا الأطفال المهزومين بالتالي فرز لكل طفل منشط مرافق يرفع من معنوياته… أو
– ندريب منشطين ينظموا أنشطة تعاونية يبنون من خلالها طفل مبدع واثق من نفسه ذو معنويات عالية فاعل في مجتمعه.
أما الأهداف التربوية للتنافس فما هي..
هل هي إيجاد متفوقين ومتميزين و موهوبين و تعزيز ثقتهم بأنفسهم أكثر مما هي ؟ والآخرين ما الأثر النفسي عليهم.
هل إكساب الأطفال قيم التمييز وعدم الاحترام المتبادل..
هل تعزيز نزعات العدوانية والعنف والكبت..
ما هي الأهداف التربوية التنافسية..؟
البديل للتنافس:
التعاون والعمل الجماعي والألعاب الجماعية هي البديل للتنافس، فالألعاب الجماعية إذا أردنا أن نأخذ فقط الأسئلة المطروحة سابقاً سنجد التالي:
بعد الألعاب التعاونية:
• يخرج جميع الأطفال مستمتعين راضين عن أنفسهم ،يكنون الاحترام لبعضهم البعض، لا الأحقاد والتمييز.
• الاستفادة تتنوع من اكتساب خبرات مختلفة ومهارات متعددة،وتعزيز روح التعاون وتعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم، ورفع روحهم المعنوية وترسيخ مبادىء الديمقراطية والعمل الجماعي إضافة إلى مبادىء تربوية أخرى كثيرة..
فالعمل الجماعي المبني على التفاهم والتعاون والعاب المشاركة والتفاعل من الجميع تشكل رداً وبديلاً للتنافس الذي وبكلمات أخيرة يشكل معول هدم لمبنى يمكن أن يبني بالتعاون دون أضرار..
من هنا ومن الإيمان القاطع المبني على أسس علمية وتجارب عملية وكما قال أحد الحكماء: إذا أردت أن تستثمر لثلاث سنوات استثمر في التجارة وإذا أردت أن تستثمر لعشر سنوات استثمر في الأرز وإذا أردت أن تستثمر الدهر فاستثمر في البشر..
ونحن لنستثمر في البشر الذين سيشكلون بلا شك المجتمعات كافة ،يجب أن تكون السياسة التربوية التي هي الاستثمار واضحة، وإذا كانت السياسة التربوية مبنية على مبدأ التنافس فسيكون مدى انعكاس تأثيرها مادي، كل فرد ينافس الآخر وكل فرد يريد أن يبقى الأفضل ويصبح الأقوى وبالتالي جر نعرات الكره والتمييز والعنف والحقد.. الخ، والتي ستتولد نتيجة للتنافس.
أما السياسة التربوية المبنية على العمل الجماعي والتعاون، فانعكاسها بالتأكيد سيكون:
– مجتمع متعاون كل فرد فيه يعمل مع الآخر ويتعاون معه ويبني معه لخدمة الآخرين وبالتالي يبنى للمستقبل فهو مجتمع يحيا ليستمر، يحضرني هنا جملة لأحد الفلاسفة مضمونها:
” لو أن كل فرد لم ينظر للآخرين بأنهم أفضل منه أو أسعد منه لعاش العالم بسلام.” (أي أن الشعور دوماً بالنقص والشعور بأن الآخر أفضل منه يشكل ثغرة في العلاقات بين الأفراد وبالتالي ستنشأ الأحقاد والنعرات وبالتالي العنف والحروب..) وهذا بالطبع تعززه التربية التقليدية وبشكل خاص التنافس.
وإذا أردنا أن يصبح مجتمع ما مجتمع دمار على المدى البعيد فنعم للتنافس.. وإذا أردنا مجتمع سعيد ومتعاون على المدى البعيد فلا
للتنافس ونعم للعمل الجماعي.

  المراجع:
• التربية العامة، تأليف رونيه اوبر، ترجمة الدكتور عبد الله عبد الدايم _ دار العلم للملايين ص 348.
• موسوعة سفير لتربية الأبناء “المجلد الثاني” _ تعليم الطفل التسامح، ص 381– 382.
• استراتيجيات في إدارة وضبط الصف. موقع المعلم على شبكة
الانترنت.
• لمعلمي التربية الخاصة والمرحلة الابتدائية: ” تركيز على طرق الوقاية”. موقع المعلم على شبكة الانترنت .
• مقالة لمحمد زياد _ كلية دافيد يلين للتربية.
• أوراق تربوية- أنيس قنديل –معهد كنعان التربوي النمائي

*إعداد: فادي السلفيتي مسئول برامج تدريب بمعهد كنعان التربوي النمائي